أبحث عن غول الفساد في «الصوابر»

تعتبر الكويت العاصمة الوحيدة في العالم التي لا يقطنها مواطنوها، خاصة بعد أن جرى إخلاء شقق مجمع الصوابر السكني من أصحابه، والمباشرة بهدمه، وهذا وضع غير حضاري وشاذ.
وفي مبادرة ليست بالغريبة على محبي هذه الأرض قام الشابان، فيصل المجلي ومحمد صالح العدواني، مدعومَين من مجموعة جميلة من المهندسين ونشطاء البيئة، بتكليف محامٍ، ودفع أتعابه من أموالهم الخاصة، لإصدار حكم بوقف هدم المجمع، وبنوا تحركهم على الأمور التالية:
1. يعتبر مبنى الصوابر أحد المعالم الرئيسية لعاصمة الدولة، ومصنف ضمن التراث المعماري الحديث والفريد وتبلغ مساحة 245000 م2، ومكون من 33 بناية بها 524 شقة، بحجم 236 متراً لكل منها. كما أن في المجمع مقاهي ومواقف سيارات ومحال تسوق ومخازن وروضة أطفال ومدرستين ومستوصف ومناطق ترفيهية وغير ذلك.
2. المشروع مصنف أصلاً ضمن المباني التراثية المشمولة بمرسوم أميري. كما سبق أن عارضت قرار هدمه جهات رسمية حضرية وأخرى بيئية وثالثة معنية بالتراث والثقافة.
3. إبقاء المشروع على وضعه وإعادة تأهيله سيعيدان للعاصمة مشروعيتها، وسكانها.
4. يعتبر مجمع الصوابر أول مبنى سكني من نوعه في الجزيرة العربية، وجرى تصنيفه من جهات عالمية كأثر ثقافي.
5. هدمه سيكون خسارة مادية محققة، وخسارة ثقافية ومعمارية كبيرة وإهداراً لقيمة تراثية لا يمكن تعويضها.
6. والأهم من ذلك أن إزالة هذا المجمع لن ينتج عنها شيء، في غياب تام لأي تصور، لدى أي جهة حكومية، عما يجب أن يقام مكانه، وبالتالي فإن الجهة الوحيدة المستفيدة من عملية الهدم، كما يشاع، هو مقاول الهدم، الذي جرى تلزيمه أصلاً بالأمر بطريقة غير سليمة، كما يبدو.
لقد تعبنا من سماع ورؤية كل هذا الإجرام الواضح الذي يقترف يومياً، وعلناً بحق البيئة وبحق تراث وتاريخ هذا الوطن من أجل حفنة دنانير. فقد اختفت كلياً الكويت القديمة، إلا بضعة مبانٍ ودواوين هنا وهناك، وانقطعت صلتنا بماضينا الجميل، ونأمل أن ذلك لم يحدث عمداً!
إن عاصمة الدولة كئيبة في منظرها العام ويشوه فضاءها الكثير من المباني الخربة والمواقع المهملة منذ عشرات السنين، هذا غير الساحات الشاسعة المتربة والخالية من أي شيء غير كونها مواقف لسيارات ومأوى كلاب سائبة.
إن عاصمة الوطن تستحق اهتماماً جدياً وسريعاً، والبلدية غير مقصرة، والأموال متوافرة، وكذلك المخططات، والراغبين في الاستثمار كثر، ولا يحتاج الأمر إلا لأصحاب قرار، وهدم مجمع الصوابر الرائع سيضيف خراباً آخر، ومساحات متربة أخرى، وبالتالي من الضروري وقف هدمه، والإسراع في إعادة تأهيله وإعادة إسكان آلاف المواطنين المحتاجين لسكن لائق في شققه.
وقد قمت بالاتصال بالشباب المعارضين، وعرضت مساعدتهم مادياً ومعنوياً، لحين نجاح جهودهم بوقف هدم المجمع.

أحمد الصراف

الارشيف

Back to Top