ماسونية «الإخوان»

تتعرّض أحزاب الإخوان المسلمين وتنظيمهم الدولي منذ فترة لضغوط شديدة من دول أوربية وعربية، ولرقابة على أموالها. كما حظرت دول كثيرة الحزب من ممارسة أي أنشطة سياسية أو اجتماعية، وأثر هذا بشكل كبير في تقلّص موارد هذه الأحزاب بالتناقص السريع، وكان لثورات «الربيع العربي» وثورة يناير في مصر، التي نجح «الإخوان» في اختطافها بصورة مؤقتة، وانكشاف خبيث أدوارهم في الكثير من عمليات التخريب التي طالت دولاً عدة، كان لكل ذلك أثره في التأثير في سمعتهم، خاصة بعد أن فاحت فضائح ما حققته زعاماتهم من ثروات.
كما أثر في التنظيم وتفرعاته الحزبية انسحاب قيادات كثيرة منه، وقيام البعض بإصدار كتب عن تجاربهم المريرة مع الحزب، إضافة إلى المقابلات التلفزيونية لبعضهم الآخر مع قنوات معروفة فضحوا فيها أسرار التنظيم وحقيقة ما يشاع عن سعيه للوصول الى الحكم في دول عربية عدة، إن بطرق غير مشروعة أو بالديموقراطية، ليكون ذلك آخر عهد تلك الدول بالحرية وبصناديق الاقتراع.
وعلى الرغم من كل الضغوط التي تعرّض ويتعرّض لها «الإخوان» فإن الكويت بقيت، ومنذ أواخر أربعينات القرن الماضي، الحصن الحصين لتنظيمهم، والمصدر الرئيسي لثرواتهم. كما وبقي نفوذهم داخل الدولة مستمرا من دون أن يتأثر كثيرا، على الرغم من كل الخطايا والهفوات التي وقعوا فيها، حيث بقيت السلطة مهادنة لهم.
وفي مقابلة اخيرة أجراها المقدم المبدع «عمار تقي» مع القطب السلفي «أحمد باقر»، على قناة «المجلس»، ذكر باقر بأن مبارك الدويلة، قطب «الإخوان المسلمين»، اتصل به (على الرغم مما بينهما من تنافس على كيكات الدولة) وطلب منه التدخّل، بصفته عضوا في الحكومة، لسحب قرار إحالة قياديين في وزارة الأوقاف من المنتمين للإخوان الى النيابة العامة، على خلفية اتهامات بالفساد. وكيف أن باقر التقى وزير الأوقاف وقتها، سعد الهاشل، وناقش الموضوع معه، فأكد الأخير أن الدويلة اتصل به ايضا بخصوص الموضوع نفسه! وكل هذا يدل على جرأة الكثير من قيادات هذا الحزب، في التدخّل في شؤون لا يجرؤ غيرهم على التدخّل فيها.
والغريب أن «الإخوان» يعتبرون الماسونية آفة دولية، ولم يترددوا يوما في مهاجمتها، وفضح أساليبها في تحقيق أغراضها، وكيف أن تحقيق هدفها يكون غالبا من دون وضع اي اعتبار للوسيلة التي يمكن بها تحقيق ذلك الهدف، ولكني أشهد، ومن واقع تجاربي ومعلوماتي أن الكثير من «الإخوان» يمثّلون خطرا أكبر بكثير، لأي دولة كانت، من أي تنظيم ماسوني، أو غيره. فهؤلاء لا يترددون في استخدام اي أداة للتخلّص من أعدائهم، سواء عن طريق التشويه المتعمّد لسمعتهم، أو بالتصفية الجسدية، وهناك عشرات الأمثلة الدالة على ذلك، وما الأعمال الإرهابية التي تضرب صميم أمن مصر يوميا إلا مثال صارخ عليها.
إننا ندعو عبر هذا المقال كل محبّي هذا الوطن الصغير والآمن، خاصة من ابناء الدائرتين الانتخابيتين الثانية والثالثة.. ندعوهم الى التصويت للمخلصين من المرشحين، والابتعاد تماماً عن مرشحي الأحزاب الدينية، وبالذات مرشّحي «الإخوان».

أحمد الصراف

الارشيف

Back to Top