بناء العضلات ونقص القدرة الجنسية

يسعى الرجال، منذ الأزل، الى أن يبدوا في أعين الآخرين، وخاصة النساء، أقوياء ومهابين. وكانت القوة تتجسد غالبا في ضخامة العضلات، ولكن مع التقدم البشري واختراع الاسلحة النارية، أصبح بإمكان طلقة من مسدس لا يتجاوز طوله 15 سم القضاء على من قضى عشرين عاما في بناء عضلاته.
كما ظهرت فنون قتال جديدة، كالجودو والتايكوندو والكونغ فو وغيرها، التي يستطيع من يتقنها، وإن كان ضئيل الجسم، صغير العضلات، التغلب على صاحب العضلات الضخمة.. بسهولة!
وبالرغم من أن كل الأبحاث العلمية والتجارب البشرية أثبتت ان المرأة لا يجذبها الرجل صاحب العضلات، إلا أن ذلك لم يمنع نسبة كبيرة من الذكور من اللجوء الى مختلف الطرق لبناء عضلاتهم، خاصة ان هناك من لهم مصلحة مادية في الترويج لخرافة أن الرجل العضِل هو الرجل الأقوى أو الأجمل، ومن هذه الجهات النوادي الرياضية، ومنتجو حقن بناء العضلات وتضخيمها، وغالباً «على الطل»! المأساة أن لا هذه الأدوية ولا نوادي بناء العضلات تخضع لما يكفي من الرقابة على أنشطتها، بالرغم من أن معظمهم كانوا سبباً في تحطيم حياة الكثيرين، وإنهائها في حالات أخرى.
تاريخياً، كانت العضلات الضخمة تبنى بالتمرينات القاسية والأطعمة المقوية، ولكن مع التقدم العلمي أصبح بالإمكان الحصول عليها بطرق غير صحية ولا حتى قانونية، ومنها حقن التستوستيرون، أو هرمون الذكورة، الذي يوجد بنسب مختلفة في الجنسين، فعند الإناث يفرز في الرحم، وعند الذكور يفرز من مكمن الذكورة، ويرتبط مستوى هذا الهرمون بالقدرة على الأداء الجنسي ونمو الشعر والانجاب وزيادة كتلة العضلات. وبالرغم من فوائد هرمون التستوستيرون، فإن له أيضا أضرارا جانبية معروفة، فهو يؤثر في أداء القلب والأوعية الدموية والشرايين، كما يسبب ارتفاعا في ضغط الدم، وغير ذلك. وقد ظهرت غالبية هذه الأعراض على طلاب المدارس العسكرية والمجندين، الذين لجأ البعض منهم الى أخذ هذه الحقن للتغلب على صعوبات التدريب، ولعدم أهلية البعض الآخر للالتحاق بكليات عسكرية، لولا الواسطات النيابية وأساليب «تكفه.. بغيناها منك».
وقد حذر الاطباء من اتجاه الكثير من الشباب الى بناء عضلاتهم على حساب رجولتهم، وخاصة من مرتادي «الجيم». وأكدوا أن حقن «البرولاكتين» و«التستوستيرون» تسبب الضعف الجنسي والعقم ومشاكل في الكبد والخصيتين والشرايين، لأنها تتسبب في بناء العضلات بأحجام كبيرة، ولكنها تعمل أيضا على إضعاف الناحية الجنسية لدى الرجل، كما أن زيادة هرمون البرولاكتين يؤدي إلى عدم الإنجاب وفقدان الرغبة الجنسية.
وسبق أن شكل النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، الشيخ ناصر، لجنة تحقيق للنظر في حالات الوفاة في الكلية العسكرية، وإعادة فتح التحقيقات بحالات وفاة سابقة، وبالرغم من صدور التقرير، فإنه لم يشف غليل البعض، ولم يوضح المسؤولية بصورة دقيقة وكافية.

أحمد الصراف

الارشيف

Back to Top