النائب الكارثة

ولدت «فيونا أوناسانيا» عام 1983 وتعود اصولها لنيجيريا. انتخبت عام 2017 عضوا في البرلمان البريطاني العريق على لائحة حزب العمال، ملحقة هزيمة مرة بمرشح المحافظين، الذين خسروا مقعدا طالما كان من نصيبهم. نشوة الانتصار الكبير دفعت فيونا حينها لأن تعلن عن طموحها بأن تصبح أول امرأة سوداء رئيسة لوزراء بريطانيا. في يوليو 2018 اتهمت بعرقلة مجرى العدالة فيما يتعلق بمخالفتي سرعة وقعتا عام 2017. دافعت فيونا عن نفسها، في التهمة الأولى، بذكر أنها كانت في السيارة مع شقيقها فيستوس، وان شخصا آخر كان يقود السيارة. أما فيما يتعلق بالتهمة الثانية فقد زعمت أن أخاها فيستوس كان هو السائق الوحيد. ثم عادت وذكرت في المحكمة أنها لا تعرف من كان يقود السيارة، وادلت ببيانات اخرى مربكة ومتناقضة. أعيدت محاكمتها في ديسمبر 2018 وادينت بالإجماع بتهمة عرقلة مجرى العدالة، فتم تعليق عضويتها في الحزب، وطلب منها الاستقالة كنائب في البرلمان. ولكن أوناسانيا أصرت على براءتها، وانها ستستأنف الحكم. وفي يناير 2019 حُكم عليها بالسجن ثلاثة أشهر، وحُكم على شقيقها بالسجن عشرة أشهر، وأيدت تاليا محكمة الاستئناف الحكمين، وأعلن البرلمان بعدها أنها ستطرد منه ان وافق %10 من ناخبيها على طلب إنهاء عضويتها، وتم ذلك بالفعل، وهكذا انتهت الحياة البرلمانية لنائبة مميزة، وانتهى طموحها في أن تصبح اول رئيسة وزراء من اصول افريقية وكل ذلك بسبب حادثة سرعة وكذبة.. نحب أن نسميها بيضاء!! وعندما ننتقل لدولة البراءة والطهارة نجد أن بعض النواب فيها ينتحلون صفات غير صفاتهم واسماء غير أسمائهم، ويخرجون المساجين من جحور سجونهم، وينجحون الساقط من الطلاب، ويكفلون المجرمين، ويملأون «كبتات» امهاتهم بملايين الدنانير وتتضخم أكباد ارصدتهم بأموال محرمة مجرمة، ويسرقون جمعيات الشرق والغرب، ويحصلون لأنفسهم على مزارع وشاليهات، ويكفلون الآلاف من العمال، ويرتكبون ما لا يخطر على البال من مخالفات، ولهم باع وصولات وجولات في مختلف فنون الضرب والاحتيال... وبعد كل هذا يتصدرون المجالس وتقبل رؤوسهم وأكتافهم... ولا يجرؤ أحد أن يسألهم...من اين لك هذا؟ البون شاسع والفرق واسع، ولن تقوم لمثل هذه الدول يوما قائمة، فنائبة تكذب؛ تفقد مقعدها وكل احلامها، ونواب يصلون لقبة البرلمان لأنهم كذبوا واحتالوا، وارتكبوا كل ما يخطر على البال من مخالفات.

أحمد الصراف 



الارشيف

Back to Top