عبدالعزيز العلي المطوع.. و«الإخوان»

تأثر المرحوم عبدالعزيز المطوع، مؤسس جمعية الإرشاد الإسلامي التي تحوّلت تاليا لحركة الإخوان المسلمين في الكويت، بثلاث شخصيات دينية في حياته؛ الأولى المصلح يوسف بن عيسى القناعي، والثانية المدرّس المصري «الإخواني» محمد أحمد عبدالحميد، الذي التقاه في العراق، والذي عرّفه تاليا بالشخص المؤثر، الثالث حسن البنا الذي التقاه في مصر عام 1945. قرر «الإخوان» تأسيس وجود لهم في الكويت، وان يكون المطوع أمين الحركة. حساسية الكويتيين من تسمية «الإخوان»، التي تذكرهم بالجحافل التي قدمت من السعودية في عشرينيات القرن الماضي، دفعت المطوع الى تسمية جمعيته بـ«الإرشاد الإسلامي»، وهي التي تبلورت فكرة إنشائها في فكره منذ عام 1951. من أبرز من انضم له من الشباب محمد يوسف العدساني وعبدالله الكليب ويوسف الرفاعي، واخوه عبدالله المطوع، ومحمد يوسف بودي وشقيقه عبدالله، وخالد الجسار، وعبدالرحمن سالم العتيقي، إضافة الى شخصيات أكثر محافظة، كعبدالرزاق المطوع، وعبدالعزيز المزيني، وعلي الجسار. تمثّلت أهداف الجمعية في تحرير العقل من الجمود، وتربية النشء إسلاميا، وتحقيق مستوى معيشي أفضل للفرد المسلم، والمحافظة على قواعد الإسلام وآدابه، وتأييد الوحدة العربية والسير لتأسيس جامعة إسلامية. مع بروز المد القومي الناصري، وما شكّله ذلك من ضغط على أنظمة الحكم الوراثية التقليدية، بدأ التململ السياسي محليا، وبدأت تبرز حركة معارضة للحكومة. وبسبب العلاقة الجدية التي كانت للمطوع مع الحكم وعلاقته الإيجابية والمربكة مع عبدالناصر، فقدت رمت الجمعية بثقلها وراء السلطة، مؤيدة لها، ولم تنسَ الحكومة لها ذلك. زيادة ضغط الحركات القومية والناصرية ودعاة التحرر أثرت في النهاية سلبا في الجمعية، فنشبت خلافات بين أعضائها على طريقة الإدارة واحتكار عملية اتخاذ القرار، فانقسمت الى جبهة معارضة شبابية بقيادة محمد يوسف العدساني، وعبدالله الكليب وعبدالرحمن العتيقي، مناهضة للأمين العام المطوع. وكان لبعض المصريين في الكويت، والمؤيدين لناصر، دورهم في تأجيج الخلاف، كل هذا دفع المطوع عام 1954 للاستقالة من الجمعية، فكانت تلك القشة التي قصمت ظهرها، حيث تضعضعت أوضاعها، وتعثرت أنشطتها وأسهمت أحداث 1959 التي نتج عنها حل جميع الجمعيات والنوادي، ما عدا الإرشاد، لزيادة تردي أوضاعها، فاضطرت الى إغلاق أبوابها، بعد أن فقدت فاعليتها. مرت ثلاث سنوات من السكون، استقلت فيها الدولة وتم اتباع النظام الديموقراطي، قبل أن يقرر مجموعة من الرجال، وأغلبهم أعضاء سابقون في الإرشاد، إحياء فكرتها، وهكذا اجتمع ثلاثون منهم في ديوان فهد الخالد، في يونيو 1963 واتفقوا على تأسيس جمعية الإصلاح الاجتماعي، لتكون أهدافها: 1 - مكافحة الرذيلة ومقاومة الآفات الاجتماعية والعادات الضارة والمحرمات؛ كالمسكرات والبغاء والميسر، والربا. 2 - إرشاد الشباب إلى الطريق الحق والاستقامة وشغل أوقات الفراغ بما يفيد وينفع. 3 - تقديم المناهج الصالحة للتربية والتعليم والإعلام. 4 - إيجاد الحلول الناجعة للمعضلات التي تواجه المجتمع والسعي نحو تحقيقها. 5 - العناية بالدين والدعوة إليه، وبث الأخلاق الفاضلة بين الأفراد لتحفظ لهذا المجتمع كيانه ومقوّماته. 6 - جمع الأمة على مبادئ الإسلام ودعوتها للأخذ به عقيدة ومنهجاً وسلوكاً. volume 0% وكما نرى، فإن الأهداف اختلفت بشكل كبير عن سابق أهداف الإرشاد، وأصبحت أكثر تشدّدا، وإن بقيت الممثل المحلي للتنظيم العالمي للإخوان في الكويت.

أحمد الصراف

a.alsarraf@alqabas.com.kw

الارشيف

Back to Top