تحذير.. الجوع كافر

جميل ورائع ما نراه من تسابق مختلف الجهات للتبرع للفزعة الوطنية ومساعدة مختلف الجهات الحكومة في القيام بمهامها ومسؤولياتها الجسيمة في هذه المحنة، غير المسبوقة، التي يمر بها وطننا العزيز، ونتمنى أن تتجمع لدى الدولة مبالغ يمكن أن تشكّل بالفعل شيئاً يمكن الاستفادة منه، وهذا ما جبل عليه أهل الكويت منذ القدم، وخبرت شخصياً مثل هذه الفزعات ومررت بها على مدى نصف القرن الماضي. إن المبالغ التي تم أو يتم التبرع بها للحكومة تبقى رمزية، وهي ليست بحاجة ماسة إليها، مادياً على الأقل، ولكنها تبقى ضرورية جداً بقيمتها المعنوية، فهي دليل تضامن وتآخي وتآزر الجميع بعضهم مع بعض ومع حكومتهم، وهذا ما اشتهر به أهل الكويت على مر تاريخهم. ما هو مهم وخطير ويستحق الالتفات له «فوراً»، واليوم قبل الغد، هو وضع عشرات آلاف العمال، خصوصاً العاملين بالاجرة اليومية، الذين أصبحوا فجأة من دون مورد ولا دخل، بعد أن توقف عملهم أو تم الاستغناء عنهم لأسباب مختلفة، فمن لهؤلاء وكيف يمكنهم تفادي تعرضهم للمجاعة، التي قد تدفعهم، وهم مجبرون، لارتكاب جرائم سرقة أو عنف لسد حاجاتهم الأساسية، خصوصاً في ظل الظروف الأمنية التي تمنع التجمعات أو البحث عن عمل، أو العودة لأوطانهم. وماذا عن المصابين من المقيمين بفيروس كورونا، وماذا عن أسرهم ومن يهتم بهم، وغير ذلك من حالات تتطلب الاهتمام باحتياجات كل هؤلاء بصورة فورية. لقد قمنا، في جمعية الصداقة الكويتية الإنسانية، وهي جمعية خيرية مشهرة، بتكوين فريق تطوعي للبحث عن مثل هذه الحالات وتقديم يد العون المادي لها ومساعدتها في التغلب على ما تواجهه من مصاعب، ولكن تبقى جهود جمعيتنا متواضعة مقارنة بحجم المشكلة. وعليه، نناشد الجهات الحكومية توجيه جزء من أموال التبرعات التي حصلت عليها لمساعدة هذه الفئات، وما أكثر أعدادهم وما أكبر خطر تناسيهم. كما نطالب أهل الخير توجيه جزء من أموالهم لمساعدة هذه الفئة، سواء مباشرة أو عن طريق جهات يمكن الوثوق بها، وما أقلها مع الأسف، كجمعية الهلال الأحمر. نتمنى أن يجد نداؤنا هذا آذاناً صاغية، ونحن في جمعية «الصداقة الكويتية الإنسانية» على استعداد للتعاون مع أي جهة ترغب في مساعدة المتضررين والمرضى والمحتاجين وأسرهم. علينا جميعاً مسؤولية إبقاء هذا الوطن جميلاً وعنواناً للخير.

أحمد الصراف

a.alsarraf@alqabas.com.kw

الارشيف

Back to Top