جلوي وترامب

يقول الشاعر حمود جلوي: ما كل من حط «الدال» دكتور... الدال دلخ.. وإلا دجاجه ومو شرط حاجة فيك وتصير مشهور ممكن تصير وأنت ما فيك حاجه نفشت ريشك... ليتك بخير مذكور.. كل ما يشوفك قال: عاقد حجاجه

***

بالرغم من أن عشرات آلاف الشخصيات السياسية والعلمية الأخرى في الدول المتقدمة يحملون أعلى الشهادات الدراسية، فانهم لا يستخدمون في الغالب الأعم ألقابهم العلمية في المخاطبة إلا لتوقيع البحوث والأوراق العلمية التي تتطلب رأيهم المتخصص. تأتي هنا وتجد من يسمي نفسه «الأستاذ الدكتور»، ويقدم نفسه لك على هذا الأساس، فيربكك ولا تعرف أهو بيطري أو طبيب أسنان أو مدرس تاريخ، أو أي شيء آخر، مع كامل الاحترام للجميع!

***

وقع الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمرا تنفيذيا لكل فروع الحكومة الفدرالية طالبا منها التركيز على المهارات بدل الشهادات الجامعية عند اختيار الموظفين للعمل في الجهات الفدرالية. وتشكل هذه التوصيات الملزمة تحولا كبيرا خاصة عند معرفة أن هناك أكثر من مليوني موظف فدرالي، وتعتبر هذه خطوة مهمة في تحديث هذه الوظيفة سعيا لجذب من يتمتعون بالكفاءة والمعرفة والمهارات ذات الصلة بالوظائف المرشحين لتوليها، بدلا من التوظيف بناء على الشهادة الدراسية! ولا يعني القرار إلغاء أي من شروط الحصول على الدرجة من أجل التوظيف، ولكنه يعني التشجع على إعطاء الأولوية لمهارات الوظيفة، مما يجعل الدرجة العلمية أو الشهادة أقل أهمية، وهذا سيحسن من مستوى الأداء، علما بأن الشركات العملاقة مثل غوغل وأبل وغيرهما تتبع هذا الأسلوب منذ سنوات من خلال اخضاع المرشحين لاختبار مهارات. كما قامت ibm بالفعل بتعيين 15 في المئة من قوتها العاملة من خلفيات غير تقليدية في العام الماضي، وذلك على أسس المهارة بدلا من المستوى التعليمي. إن هذه الطريقة في التعيين هي التي نحن بحاجة لها في الكويت، في مواجهة هذا الفيضان من حملة الشهادات الثانوية والجامعية والماجستير والدكتوراه المزيفة أو من جامعات غير معترف بها، أو الصحيحة ولكن من يحملها لا يتمتع بالمهارات المطلوبة للوظيفة. فاختبار القبول المحايد لتولي أية وظيفة، حتى لو كان اختبارا شفهيا محايدا، يمكن أن يكشف قدرات المتقدم، ورفض توظيف غير المستحق. ولو فكرت حكومتنا في تطبيق فكرة الرئيس ترامب في الكويت، وإجراء اختبارات للقيادات، من مراقب لرئيس قسم لمدير وصولا للوكلاء المساعدين والوكيل، لانكشفت فضائح كبيرة، فغالبية هؤلاء ليست لديهم الكفاءة، وتعينوا بناء على توسط احزابهم الدينية والمذهبية غالبا، أو لأسباب عائلية أو انتخابية.  كما أن تطبيق هذه السياسة على المتقدمين الجدد، من خلال إعطاء وزن أكبر للمهارات الشخصية عند التوظيف، على حساب الشهادة الدراسية، سيواجه بعاصفة اعتراض كبيرة من المستفيدين من الخراب الوظيفي الحالي، وعلى رأس هؤلاء قادة الأحزاب الدينية المسيسة.

أحمد الصراف

a.alsarraf@alqabas.com.kw

الارشيف

Back to Top