أين أنتم من «أمين»؟

بالأمس، وبعد أيام قليلة سيخرج عشرات الآلاف من العمالة البسيطة من الحظر، وسيكتشف غالبيتهم أن لا عمل ينتظرهم، بعد أن أقفلت أو أفلست المصالح التجارية التي كانوا يعملون بها، وستواجه نسبة كبيرة منهم الحقيقة الصادمة بأن لا دخل لديهم ولا عمل، وجيوبهم خالية ولا يمتلكون حتى القدرة على العودة للوطن الذي غادروه وحلم تكوين ثروة بسيطة يراود مخيلتهم، وبين هؤلاء نسبة كبيرة من النساء والأطفال! تبدو الحكومة، ولأسباب عدة، عاجزة عن التصرف بسرعة، حتى عن تقديم الدعم والعون للمواطن الكويتي الذي خسر كل شيء، فما بالك بالالتفات لخطورة وجود كل هذه الأفواه الجائعة من دون معين، وحاجتهم الحقيقية للكثير من الأساسيات. إن تقديم مساعدات الإغاثة لهؤلاء الفقراء والمساكين، وأبناء السبيل هو من صميم وظيفة غالبية الجمعيات الخيرية وعملها وهدفها، ولكنها اختارت صرف أموال فزعة للكويت في شراء مواد غذائية من «مصادرها»، والفسفسة بالملايين التسعة التي جمعتها، ثم الجلوس متفرجة، تنتظر أن تقوم الحكومة بعملها، وأكاد أجزم، أو أجزم، بأن الجمعيات المتخمة بالأموال الخيرية، وبالذات الكبيرة منها، لم تقم بصرف شيء من أرصدتها على أعمال إغاثة هؤلاء، بخلاف أموال حملة «فزعة للكويت»، بل وقامت فوق ذلك باستغلال عشرات تراخيص جمع التبرعات في جمع التبرعات لـ«خارج الكويت»!!

***

كان جميلاً التجاوب الذي لقيته حملة «جمعية الصداقة الكويتية الإنسانية» لجمع التبرعات، خاصة بين الوافدين! فقد وصلتني تبرعات من «محمد زيان» ومن «إبراهيم مصطفى»، وهما مهندسان مصريان يعملان في الكويت، وليسا من أصحاب الملايين، ولكن إنسانيتهما أبت عليهما إلا المساهمة بمبلغ للجمعية لصرفه على أعمال الإغاثة، كما وصلتني، على سبيل المثال وليس الحصر، تبرعات سخية من المهندس المعروف «جورج عوده»، ومن رجل الأعمال «شيفي بهاسين»، وغيرهما العشرات. وبقدر ما أسعدني كرم هؤلاء، فقد أخجلني في الوقت نفسه قلة تبرع أبناء وطني، إلا فئة قليلة، أبت إلا أن تسهم بكرم كبير، مدركة حجم الكارثة ومدى الحاجة لفعل شيء لإنقاذ ما يمكن إنقاذه والتخفيف قدر الإمكان من تبعات الكارثة الإنسانية التي يعيشها أخوة لنا في الإنسانية.

***

تتميز جمعية الصداقة الإنسانية بأن مؤسسيها ومجلس إدارتها هم من أكبر المتبرعين لها. كما أن عمل أعضاء مجلس الإدارة تطوعي وليست لهم أية مميزات، ولا يحق لهم توظيف أقربائهم. ولا تقوم جمعية الصداقة الإنسانية «بخصم أية نسب» من أي مبلغ تبرع تتلقاه خصصه المتبرع مسبقا لأحد مشاريع الجمعية. وتقوم الجمعية بتزويد المتبرع، حسب رغبته، بكشف يبين أوجه صرف تبرعه. وفوق ذلك تقوم الجمعية، من منطلق الشفافية التامة، بنشر ميزانياتها السنوية، ومبالغ وأسماء المتبرعين لها على موقعها الإلكتروني. وتخضع حسابات الجمعية وأنشطتها لرقابة وزارة الشؤون، ويقوم مكتب المحاسبة العالمي «هوروث المهنا وشركاه» بتدقيق حسابات الجمعية. نتمنى من بقية الجمعيات الخيرية أن تحذو حذو جمعية الصداقة الكويتية الإنسانية، والعمل بشفافية أكبر لمصلحة العمل الخيري وسمعته. لمزيد من المعلومات عن الجمعية، يمكنكم الاتصال بالسيد «أمين»: هاتف 5244 5155.

أحمد الصراف

a.alsarraf@alqabas.com.kw

الارشيف

Back to Top