الأبراج.. وماليني بيورن

كتبت قبل أيام عن قرار مؤسسة جيتي الخيرية، الخاصة بالحفاظ على التراث المعماري للقرن العشرين، الصرف على صيانة أطباق أبراج الكويت المعدنية الضخمة التي تغطي كامل الهيكل الكروي للأبراج، لكونها من المعالم المميزة في العالم. وقد تساءل البعض، بسخرية غالباً، عن سبب قيام مؤسسة أميركية بالصرف على صيانة مَعْلم يعود لدولة يفترض أنها ثرية؟ والجواب بسيط، حيث إن اختيار مؤسسة جيتي لمعلم ما يشكل تقديرا عالميا ودعاية كبيرة لتلك الدولة، وحرصها على الحفاظ على التراث العالمي، ولا علاقة للاختيار بفقر أو ثراء الدولة، فهو تصرّف ثقافي وليس ماديا. كما ذكرت في المقال بأن الأبراج هي من تصميم «المهندس» المعماري الدنماركي ماليني بيورن في عام 1968. وأن الأمين العام للمجلس الوطني كامل العبدالجليل ذكر أن مؤسسة جيتي اختارت الأبراج ضمن معالم 13 دولة أخرى من أصل معالم تعود لـ 90 دولة. وللأمانة، فإن طلب الحصول على المنحة جرى في زمن الأمين العام الأسبق علي اليوحة، وقطف العبدالجليل الثمرة، مع كامل الاحترام لشخصه. كما أن ماليني هي مهندسة معمارية، وليست رجلاً، كما سبق أن ذكرت، فهي التي اختارت أن تكون أبراج الكويت مكوّنة من مجموعة ثلاثية، وتطل على شاطئ الخليج العربي. وكانت هذه الأبراج الأجمل ضمن مجموعة أكبر من أبراج المياه المميزة التي صممتها للكويت، والتي بنيت بأسلوب مميز، وتمكن مشاهدتها في بعض المناطق بأشكالها الرائعة، ويعود بناء أغلبيتها لما قبل أربعين عاماً، وأصبحت رؤية أبراج الكويت على أي ملصق سياحي أو فني مرتبطة بالكويت.

* * *

درست المهندسة ماليني بيورن في المدرسة الدنماركية للتصميم، ووصلت إلى العالمية بأعمالها الهندسية الرائعة، والتي شملت التصميمات الداخلية لطائرات شركة sas، والديكورات الداخلية في السفارة السويدية في نيودلهي (1955 - 1956)، وديكورات مركز wenner-gren الشهير في كوبنهاغن، والذي يعود إلى عام 1960. وحاز تصميم أبراج الكويت، الذي وضعته، رضا الأمير الراحل جابر الأحمد وقبوله، وأعتقد أن ذلك كان في زمن وزير الكهرباء والماء السابق، المرحوم المهندس عبدالله الشرهان، عندما كان مسؤولا عن وضع تصوّر جديد لمشاريع المياه في حينه، وكان له الدور الأكبر في ذلك، وفي إنشاء شبكة المياه الحالية.

أحمد الصراف

a.alsarraf@alqabas.com.kw

الارشيف

Back to Top