نصار.. والحجاب والهيئة

لو لم تكن شعوبنا بكل هذا التخلف والسطحية والفراغ الفكري، لما كانت حركة مثل «الإخوان المسلمين» بهذه القوة وهذا الانتشار!

* * *

ورد في إحدى خطب جمال عبدالناصر أنه قابل مرشد الإخوان المسلمين، وأن الأخير تقدم له بعدة مطالب لتسوية الخلافات بينهما، أولها أن تقوم الحكومة المصرية بـ«فرض الحجاب» على النساء!

* * *

المسألة لا علاقة لها بقطعة قماش توضع على الرأس ولا بتطبيق شعيرة دينية، والدليل أن بنات «حسن الهضيبي»، المحامي والقاضي السابق، والمرشد العام حينها، لم يكنّ من مرتدياته! فالحجاب بالنسبة للأحزاب الدينية ما هو إلا وسيلة للسيطرة الكاملة على المرأة، نصف المجتمع، ومربية الأجيال.

* * *

وفي تغريدة لمن يمثل الإخوان سياسياً في البرلمان، ومن يسبق اسمه بحرفي «أ. د.»، ذكر بأن من الضروري فصل وزارتي التربية عن وزارة التعليم العالي، لأن ذلك يمثل خطوة في الاتجاه الصحيح، وأنه طالب بذلك، فإصلاح التعليم العام والعالي هو البوابة للتنمية (هكذا)! غريب وعجيب صدور كلام كهذا ممن يفترض أنه سياسي وأكاديمي (!) فالوزارتان منفصلتان أصلاً، ولكن تتبعان وزيراً واحداً. ولا أدري ما علاقة فصلهما، على افتراض أن الفصل غير موجود، بإصلاح التعليم وإن الفصل سيكون «بوابة التنمية»؟ قد تحمل أخبار الغد عن الوزارة المرتقبة، مع صدور هذا المقال، خبر فصل الوزارتين «سياسياً»، وسنطلب من الأخ «أ. د.» أن يبين لنا كيف سيمثل ذلك بوابة للتنمية؟ فإذا كانت هذه آراء وتصورات «نخبة الأحزاب الدينية»، فماذا ننتظر من حزب سخره قادته الحقيقيون، الذين يعملون من وراء الستار، لمصالحهم الشخصية، وكسب النفوذ السياسي وفوقها مناقصات الدولة؟

* * *

صدرت «السياسة» الكويتية بالأمس، وعلى صدر صفحتها الثانية قيام أبناء مخيم «مظفر آباد» في باكستان برفع دعاوى قضائية بالجملة على مسؤولي «الهيئة الخيرية العالمية الإسلامية» على ما قيل عن قيام الهيئة بجمع عشرات ملايين الدولارات لمساعدة أبناء المخيم، وكيف أن شيئاً من تلك المبالغ لم يصلهم!

* * *

نطالب وزير الأوقاف الجديد بفتح تحقيق جدي في صحة مثل هذه الادعاءات الخطيرة، لأن الهيئة لن تقوم غالباً، من تلقاء نفسها، بالتحقيق في هذا الاتهام الخطير. كما نعيد مطالبتنا بعدم استثناء أية جهة كانت من التدقيق على تصرفات القائمين عليها، وتطبيق مبدأ: «قال بلى، ولكن ليطمئن قلبي»!

ومقابلها بالإنكليزية:trust and verify أحمد الصراف

a.alsarraf@alqabas.com.kw

الارشيف

Back to Top