سيبيعون مصر ومن فيها

يعتمد فكر «الإخوان» في مصر، وفي كل دولة يتواجدون فيها على الدولة الإسلامية، وليس الوطنية ولا القومية، وبالتالي لا تعترف بسيادة الدولة ولا بالتراب الوطني، بل بوطن لكل المسلمين، وهذا فكر خيالي، فضلاً عن أنه وهم وغير عملي. وبسبب موقفهم هذا فإن أحداً من «الإخوان» لم يعترض، ولو همساً، على ما صدر عن المرشد محمد مهدي عاكف من تصريحات طالعناها بالصحف ووسائل الإعلام أن تثبت صحتها عندما صاح: طز في مصر وأبو مصر واللي في مصر، في معرض رده على من يحق له أن يكون رئيساً لمصر، ورأيه أن للماليزي المسلم أفضلية في حكم مصر على القبطي المصري! كما لم يرفع أحدهم حاجبيه مستنكراً ما أضافه من أن أي أمير مكلف بأمور شرعية، ولو كان «خمرجي وبتاع نسوان»! كما نرى أن أقوال «الإخوان» وتصرفاتهم قبل ثورة 25 يناير، مقارنة بأقوالهم وتصرفاتهم قبل الانتخابات النيابية الأخيرة، تختلف 180درجة عن أقوالهم بعد نجاح الثورة، وركوب موجتها، عن أقوالهم قبل الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وبعدها في فوضى عارمة لا يعرف فيها موقفهم النهائي والصحيح، فطالما اشتهروا، طوال تاريخهم، بتلونهم وتقلب قلوبهم. كما سبق أن صرح مرشدهم الحالي، بأن «الإخوان» سيخوضون الانتخابات البرلمانية المقبلة (السابقة) بعدد من المرشحين بحيث لا يسمح لهم بتحقيق الأغلبية! وطبعاً، لحسوا هذا التصريح بعدها! كما ذكروا أن «الإخوان» غير طامحين في رئاسة الدولة ولا في رئاسة الحكومة! وهنا أيضاً تناسوا تصريحاتهم وتناسوا سابق مواقفهم، ولم يكتفوا بترشيح الشاطر للرئاسة بل أردفوا خلفه محمد مرسي، كاحتياط، أو «أستبن»، بحيث إن سقط الأول حل «الاستبن»، أو «السبير» البديل مكانه، وهذا من شدة حرصهم على الفوز! كما سبق أن صرح الشاطر نفسه بأن «الإخوان» لن يرشحوا أحداًَ منهم للرئاسة، وأن حدث فإنهم لن يدعموه، ثم عاد الشاطر نفسه ورشح نفسه للرئاسة ودعمته الجماعة، ولحسن الحظ خرج من السباق، لنقص في الأهلية! ولا يتسع المجال هنا لإيراد تصريحاتهم المتناقضة الأخرى التي تناسوها أو لحسوها أو عملوا بعكسها، معتمدين على الذاكرة الشرقية المتسامحة، وعلى سذاجة المنتمين إلى حركتهم، فهؤلاء الذين باعوا مصداقيتهم مرة على استعداد لبيعها مرات ومرات، كما أنهم سيتنصلون من أي عهود أو وعود أو تعهدات قد يطلقها مرشح الرئاسة مرسي، لأن هؤلاء عندهم كل شيء يهون في سبيل الوصول إلى الرئاسة، وإقامة حلمهم بدولة الخلافة، وجلوس مرشدهم على قلوب المصريين لقرن مقبل، كما حصل ويحصل في إيران.

فيا أيها المرشح المصري، لا تثق بهؤلاء، فهم وصوليون وسيبيعونك وسيبيعون مصر بأبخس الأثمان.

الارشيف

Back to Top